التكنولوجيا الحيوية في الصناعات النفطية
التكنولوجيا الحيوية ؟ أهميتها ؟ دورها في المجال النفطي ؟
شهد العالم ثورة تكنولوجية هامة في الآونة الأخيرة لتشمل التطورات كافة الأصعدة الصناعية والطبية والزراعية والتجارية مؤثرة بذلك على الحياة اليومية حيث يظهر جليا دور التكنولوجيا في القطاعات المختلفة عموما وفي القطاع البترولي خصوصا لما له من تأثير واضح على العالم أجمع وذلك من منطلق اعتبار النفط المصدر الرئيسي والأول للطاقة في العالم الذي يحتاج استخراجه والتنقيب عنه إلى الكثير من الجهود والإمكانيات ليظهر دور التكنولوجيا في تعزيز مكانة النفط واختصار الوقت والجهد اللازمين في المجال النفطي.
دور التقنيات الحديثة في المجال النفطي:
تعد التقنيات الحديثة من الوسائل الفعالة في زيادة الإنتاجية وتطويرها حيث تستخدم هذه التقنيات في استخراج النفط والتنقيب عنه لكن تعد هذه الوسائل فعالة بنسبة 50% فقط نظرا للزوجة النفط العالية التي تعيق عملية استخراجه ليتم بذلك استخراج نصف الكمية فقط من النفط في حين يبقى القسم الآخر ملتصقا بالصخور في طبقة المصدر
التقنيات المستخدمة لزيادة إنتاجية النفط :
يتم استخدام العديد من التقنيات لزيادة الإنتاجية وتقليل كمية النفط الملتصقة بالصخور عن طريق اتباع بعض الأساليب العلمية منها :
- حقن المياه وبعض الغازات
- حقن المذيبات في الآبار
- المعالجة الحرارية
- غاز ثاني أوكسيد الكربون
سبب اعتماد التكنولوجيا الحيوية في المجال النفطي:
على الرغم من تعدد التقنيات المساهمة بشكل كبير في زيادة انتاج النفط كحقن المياه والمذيبات إلا أنها ليست كافية في استخراج القسم الأكبر من النفط ليلجأ بذلك الباحثون والعلماء إلى توظيف التكنولوجيا الحيوية في المجال النفطي
آلية توظيف التكنولوجيا الحيوية في المجال النفطي:
يتم اعتماد التكنولوجيا الحيوية عند انخفاض الضغط في الآبار النفطية ليتركز دورها في الاستخدام الممنهج لبعض الأنواع من البكتيريا وتغذيتها والعمل على إكثار عددها ثم وضعها في الآبار النفطية مساعدا ذلك في تقليل لزوجة النفط لاستخراجه من باطن الأرض
البكتيريا المستخدمة في المجال النفطي:
تتميز البكتيريا المستخدمة في المجال النفطي بالصفات التالية:
- القدرة على تحمل الضغط المرتفع
- القدرة على تحمل الحرارة المرتفعة
- القدرة على التكاثر في البيئات القاسية
- القدرة على تحمل تركيز الأملاح المرتفع
دور التكنولوجيا الحيوية في المجال النفطي:
- زيادة الإنتاجية النفطية : يتم ذلك عن طريق حقن بكتيريا معينة في الآبار النفطية مساعدة بدورها في عملية استخراج النفط عن طريق تقليل اللزوجة النفطية.
- التخلص من الملوثات النفطية: تعد المخلفات النفطية بالغة الخطورة على كافة الأصعدة الناجمة عن تدفق النفط من الأنابيب أو التآكل الذي يصيب الأنابيب النفطية إضافة للحوادث التي قد تحصل للناقلات الخاصة بالنفط ليتم استخدام بعض أنواع البكتيريا بعملية هدم واستهلاك للمركبات الهيدروكربونية واعتمادها كغذاء لها متخلصة بذلك من الملوثات النفطية.
- الكشف عن أماكن تواجد النفط: تعد البكتيريا مؤشرا هاما على وجود النفط ليتم الكشف عنها بأجهزة وطرق تقنية خاصة حيث تتواجد بعض أنواع البكتيريا في المناطق النفطية والتي تحتوي على أحماض أمينية مختلفة كليا عن البكتيريا الموجودة في المناطق غير النفطية لتعتمد البكتيريا الموجودة في أماكن وجود النفط في غذائها على المركبات الهيدروكربونية اللازمة لنموها.
- التخلص من عنصر الكبريت : يعد الكبريت من العناصر الخطيرة المتواجدة بنسب متفاوتة في النفط الخام لتشمل أضراره المعدات المعدنية إضافة إلى الأعراض الصحية الخطيرة كالتهابات الجهاز التنفسي وغيرها من تأثيراته المدمرة على النظام البيئي ليتم توظيف التكنولوجيا الحيوية في إزالته من المنتجات النفطية عن طريق البكتيريا التي تحافظ على التركيب الكيميائي للمنتجات بخلاف الطرق الأخرى تحت ضغط جوي مناسب وحرارة مناسبة تتراوح بين 30 حتى 50 درجة مئوية